كفى هيفاء وهبي… فاللأُغنية ناسَها وأهلها!

هيفاء أيتُها الجملية فضلاً من الله عليكِ وليس لأهلية تمتلكينها..صدقيني ففي حفلتي لاس فيغاس وإيطاليا في ليلة رأس السنة، لم يكن أي من الحضور يستمع لكِ أو معجب بغنائكِ، وحُضّار حفلتيكِ لم يُهلِّلوا أويُصفقوا بحرارة لصوتك الرخيم؛ وإنّما كانوا يستمتعون بالنظر إلى مفاتنك المثيرة التي بدت واضحة وعلنية من خلال ما كنتِ ترتدينه من ثياب فاضحة، ولو أنكِ..تفحصّتِ جسدك بعد الحفلتين مباشرة، لاكتشفتِ بأنك فقدت أجزاء كثيرة منه، أجزاءٌ اغتصبتها تلك العيون النهِمة التي كانت تتناهب جسدك عندما كنتِ تلهين على المسرح. وحتى أن صوتك المتواضع ضاع وانطمس وسط صخب الموسيقى العالية وعجقة النّاس الحاضرة، ولا ريْب بأنّ رقصكِ المُثير لدرجة الإسفاف طغى على كل ما عداه!
يا سيدتي.. للأغنية ناسها وأهلها؛ وبصراحة وصدق فأنتِ لستِ أهلاً لذلك؛ ولو كان لكِ محبين ومخلصين حقيقيين لكانوا أخبروكِ بذلك صراحة ونصحوا لك. ركبّْتِ موجة التعدي على الفن وسرتِ في ركب الطامحات للشهرة حتّى ولو على حساب الكرامة، وكل ذلك من أجل الشهرة والمال. استغليتِ جمالك في غير محلّه، ولكن الجمال لا يصنع صوتاً جميلاً، كما أنّ عدمه لا يلغي جمالية الصوت وروعته، فكوكب الشرق لم تكن جميلة، وسفيرتنا إلى النجوم لا تتمتع بجمالك الخارق؛ ومع ذلك فصوتهما عبر القارات وسكن القلوب وسيبقى كذلك ما دام هناك ذوّاقين للفن والطرب.

هيفاء وهبي..للشهرة أبواب كثيرة، والله أعطاكِ جمالاً يُمكّنكِ من البقاء تحت الأضواء التي تُحبين. فكوني مذيعة تلفزيونية، فإن لم تُساعدك مقوماتك؟ فمُقدمة برامج ترفيهية مُحترمة، ولا شك بأنَّ جمالك سيُساعدك في إدخال البهجة والسرور إلى النفوس المحتاجة، وتأكدي بأنّ ذلك سيُحقق لي شهرة أكثر وستخطفين الأضواء التي تعشقين، ولكن بشكل محترم ولائق وغير مبتذل.

هيفاء…ما تفعلينه لا يليق بالبيئة المحترمة التي نشأتِ وتربيتِ فيها، وبالطبع فهو لا ينتمي ولا يُشبه أو يُقارب العائلة الشريفة التي تفرّعتِ منها، ومن مضى من عائلتك وقضى في ميدان العزِّة والكرامة يشهد بذلك، وستبقى بطولته ورفاقه مدعاة للفخر والإعتزاز ما بقيت هذه الدنيا، وستتناقله الأجيال القادمة من بعدنا.. فكفى هيفاء وهبي، إخلعي هذا الثوب المستعار وارميه بعيداً وكوني حيث يجب أن تكوني، فكُلنا زائلون وراحلون، ولا يبقى إلّا عملنا الصالح وسمعتنا الطيّبة.


بقلم : حسن وهبي (العسكري)