ما ذنب المرء إن كان لبناني الهوى ؟!!.

بالأمس كتب لي أحد الأشخاص من الخليج عبر تويتر يعاتبني على اهتمامي بالأغنية اللبنانية والنجوم اللبنانيين، ولا أفعل نفس الشيء مع النجوم المغاربة، فشرحت له أنني دائما ما أكتب عن الفن المغربي والفنانين المغاربة، لكن فيما يخص الأغنية اللبنانية، فذلك نابع من حبي لهذا البلد وثقافته وحضارته.

صديقنا هذا ذهب إلى أبعد من ذلك، بل شكك في مغربيتي واعتزازي بهويتي، فقط لأنني أعبر عن إعجابي بفن وفناني بلد معين، وأهتم بهم وبأخبارهم وجديدهم الفني، مقترحا علي أن أكتفي بالفنانين المغاربة وجديدهم، وأترك الأخرين لأن لهم من يتكفل بهم.

صارت الأغاني المغربية الجيدة التي تستحق أن تمثل الفن المغربي قليلة، إن كانت الساحة قد عرفت حركة نوعية بعد فترة جمود، فإن الأغاني السائدة اليوم تحمل ركاكة في الكلمات و تشابها في التوزيع الذي ما عدنا نعرف من خلاله هل الأغنية مغربية أم خليجية، وبعض الفنانين الذين كانوا يمشون في خطى ثابتة سقطوا في هذا الشرك، وأصبحوا يبحثون عن العمل الذي يضرب لشهر أو أكثر بقليل ثم تنسى شيئا فشيئا، ولا يبحثون عن العمل سيمثل وجه الأغنية المغربية وحضارتنا. وطبعا أنا هنا لا أعمم، ولكن الأكثرية تفكر بهذه الطريقة، طريقة “الجمهور عايز كده”.

وما ذنب المرء إن كان لبناني الهوى، أليس هناك من يمتلئ أرشيفه الغنائي بلهجة غير لهجته الأم ؟، ألا يغني الفنان للجمهور المتواجد في باقي الدول العربية ؟، متى سنكف عن هذه الطريقة في التفكير ؟، علينا أن نعي أن الفنان هو فنان الجميع، وأعماله أعمال الجميع، وعلى الصحافة أن لا تكتفي بفناني بلدها، وأن تعطي رأيها في الجميع دون خجل أو تحيز.

وفي الأخير، الأغنية عندي بمثابة الأغنية المغربية، أحبها وأعشق سماعها أكثر من باقي اللهجات، أتابع جديدها وجديد فنانيها، فإرث الرحابنة، زكي ناصيف، ملحم بركات، نهادر طربية ونصري شمس الدين من أروع ما سمعت، وعلاقتي مع الأغنية اللبنانية طويلة، وتلك حكاية أخرى.

رشيد أمالك