بيت الموسيقى من لبنان إلى كتالونيا

بدعوة من الجمعيّة الكتالونيّة اللّبنانيّة الّتي يرأسها الأستاذ غسّان صليبا، أرسَل “بيت الموسيقى” في جمعيّة النّجدة الشّعبيّة اللّبنانيّة ثُلَّة من تلامِذته وأساتِذته برفقة مديره العام د. هيّاف ياسين إلى كتالونيا، لإحياء أمسيتين موسيقيّتين، مليئتين بالرّقيّ والأصالة، بغية تعزيز التّواصل الثّقافيّ والانسانيّ الحضاريّ بين الشّرق والغرب عبر البحر الأبيض المتوسّط.

تألّف الوفد المشارك من ستّة تلامذة هم: غدي خليل (قانون) – جورج الشّاميّ (عود) – أشرف ياسين (سنطور) – غابرييل فارس (كمنجة) – كريستين غريب (غناء) – غزل ياسين (غناء)، وبمرافقة الأستاذة مريم حمّود وترؤّس د. هيّاف ياسين.

الحفلة الأولى كانت في مدينة “أرتيز ” (Artés) بالتّعاون مع جمعيّة “آفاق” بشخص رئيسها الأستاذ جان بابلي، والثّانية كانت في مدينة “برشلونة”، على مسرح الكونسيرفاتوار الموسيقيّ الخاصّ بكلّ مدينة، حيث شارك “بيت الموسيقى” قرابة السّتين تلميذًا من كِلا المركزَين هناك، وعزفوا سويّة ألحانًا من المشّرق من التّراث الموسيقيّ اللّبنانيّ الأصيل، إضافة إلى ألحان تراثيّة من عمق الثّقافة الكتالونيّة. والملفت في الموضوع ثلاثة أمور هي:

أوّلًا: الحضور الكثيف للجالية العربيّة عمومًا واللّبنانيّة خصوصًا، وللجمهور الكتالونيّ الكثيف، والّذين غصّت بهم القاعتان في كلا الحفلتين؛
وثانيًا: الأداء المميّز للفريق اللّبنانيّ من “بيت الموسيقى” على صعيد كلّ الأنماط والأساليب الموسيقيّة المختلفة، الغربيّة منها قبل المشرقيّة؛
وثالثًا: التّفاعل الانسانيّ الكبير، لا سيّما الثّقافيّ منه بين الجمهور وبين الأداء الموسيقيّ، لا سيّما للشّقّ الموسيقيّ المشرقيّ العربيّ الأصيل الّذي تولّاه بحرفيّة وببراعة مطلقة أطفال وتلامذة “بيت الموسيقى” بقيادة وإشراف الدّكتور ياسين.

وفي الختام، قَدَّم مُحافظ كلّ مدينة دِرعًا تذكاريًّا عربون محبّة وشكر واحترام لِـ “بيت الموسيقى”، كذلك الأمر فعلت الجمعيّة الكتالونيّة اللّبنانيّة كما مدرسة “سان آندراو”، وقدّم “بيت الموسيقى” دروعه لكلا المدرستين، ونال التّلامذة المشاركون شهادات خاصّة، وترك الدّكتور ياسين آلته الموسيقيّة في برشلونة، راجيًّا أن تكون “نواة” موسيقيّة، تُزرع في تلك البلاد العريقة، لتثمر تواصلًا موسيقيًّا أشملَ وأكبرَ وأعمقَ بين الشّرق والغرب، وأخذت الصّور التّذكاريّة.
ومن المفيد ذكره، أنّ فريق “بيت الموسيقى” قد حظي بجولة ثقافيّة رائعة ونادرة، تمثّلت في زيارة المعالم السّياحيّة الكبيرة: مثل كنيسة “Sagrada Familia” وملعب “برشلونة” والأسواق القديمة والعديد غيرها