كذبة التضامن العربي !

مشكلة الأجيال العربية والمجتمع العربي والمسؤول العربي، ويبدو لي كل ماله علاقة بالجين العربي لاعلاقة له بمشروع يسمى الوحدة العربية التي هرمنا ونحن نحلم بها ونسمع بها ونتغنى بها.

الشعوب العربية تحقق وحدتها وفق استطاعتها وقد قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال. ويندر أن لا تجد بين الشعوب العربية علاقة نسب ومصاهرة وروابط اسرية وكذلك عمل، هناك عشرات الالاف من الشعوب العربية يسكنون في بلدان عربية أخرى وينصهرون بسرعة مع نسيج البلد الذي يسكنون فيه دون مشاكل أو عقد تكاد تذكر، لكن اصحاب القرار السياسي في البلدان العربية لديهم اجندات أخرى مختلفة وغير مفهومة بعيدة عن توحيد صف الأمة العربية ونزع الفتن والخلافات واستمرار الانشقاق وتمزيق الانتماء العروبي الاصيل الذي يعتمر قلب كل عربي.

لكن ما يحز في النفس ان هذه الشعوب العربية لا تحقق وحدتها وفق المفهوم الصحيح لتبادل المصالح والمنفعة وتوثيق روابط النمو الاجتماعي العربي بل يحققون وحدة عربية نابعة من عاطفة جياشة مؤقتة لا تلبث أن تتمزق ولو بسبب مباراة كرة قدم لا تسمن ولا تغني من جوع وليس بها من نصر يدوم أو يستحق البغضاء والشقاق مثل الذي حدث بين مصر والجزائر، ها هو الزمن قد مر ولم يستفد من ذهب لكأس العالم ولم يخسر شيئا من لم يذهب، وبقيت حسرتنا مما حدث بين بلدين عظيمين من أعمدة البيت العروبي الكبير، كلنا نسمع منذ أول يوم تعلمنا فيه كلمة عروبة وأحببناها وانتمينا لها بأن هناك من عدو يسعى بشكل دايم لتمزيقها واضعافها، رغم كل الروابط المتينة التي تحققها على ارض الواقع لكن ابسط ما يحيكه الأعداء يجعلها تتمزق مثل غيمة يبعثرها البرق والهواء.

 كل الشعوب العربية أخذت درسا مؤلما عندما سلمت رقبتها للأجندات الخارجية التي تسعى لزيادة سنوات التشرذم العربي، لم يبق لنا سوى حل واحد لا ثاني له، لم يبق لنا سوى أن نصدق بما كنا نعتقد بأنه كذبة أو مستحيل، وهو تحقيق الوحدة العربية من منطلق فهم ومراجعة التاريخ وأخذ العبر منه، بغض النظر عن مذهبك أو دينك فإن الآخرين ينظرون اليك كعربي، يجب أن تجمعنا وتوحدنا نظرة العدو الذين يرانا في خندق واحد ويكن لنا نفس المستوى من الانتقاص والبغضاء!

*الأيام